بناء القاهرة والجامع الأزهر في العصر الفاطمى الأول
هوامش من تاريخنا هو ما سنقدمه من خلال هذا المقال، في الرابع عشر من شهر ربيع الثانى لسنة 358 من الهجرة، قاد جوهر الصقلى على رأس جيش للفاطميين قامه مائة ألف فارس، فدخل الإسكندرية بغير مقاومة ولما وصلت الأخبار الى الفسطاط، رأى الوزير المصرى جعفر بن الفرات ان يفاوضوا جوهر على شروط التسليم وطلب الأمان على أرواح المصريين، فالتقو بقرية تروجة احدى قرى محافظة البحيرة وذلك في 18 رجب، فأمنهم جوهر على أموالهم وأنه ما جاء الا للإصلاح، على أن يظل المصريين على مذهبهم السنى.
بناء القاهرة والجامع الأزهر
ان أهم وأكثر ما تميز به الفاطميون هو بناء مدينة القاهرة، العاصمة الأقدم بعد دمشق وكذلك المسجد الأزهر، منارة العلم والعلماء.
بناء القاهرة
وبدأ عهد جديد لمصر في ظل الحكم الفاطمى ووضع الأساس لبناء مدينة المنصورية (القاهرة) في السابع عشر من شعبان لسنة 358 من الهجرة شمالى الفسطاط وأسس القصر الذى سينزل به المعز وعرف باسم القصر الشرقى الكبير.
ظلت القاهرة تعرف بالمنصورية أربع سنوات، ثم سماها المعز القاهرة تفاؤلا بانها ستقهر الحكم العباسى،
وهى حتى وقتنا هذا تلقب بقاهرة المعز لدين الله الفاطمى، المدينة العريقة والشاهدة على جزء كبير من تاريخنا الاسلامى الراسخ على مختلف مزاهبه، فهى حاضنة الطولونيين و مدينة الفاطميين و عاصمة المملوكيين والأيوبيين،
وجعل جوهر بسور القاهرة أربعة أبواب، باب النصر، باب زويلة، باب الفتوح، وباب القوس.
الجامع الأزهر
ثم بدأ بناء الجامع الأزهر سنة 395
(الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي، وجزء من مؤسسة الأزهر الشريف يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله، وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع )
وذلك حتى يكون جامعة لنشر المذهب الشيعي الفاطمى، خشية أن تظهر هذه الشعائر الجديدة لمساجد المصريين فتثيرهم ضدهم، وأقيمت الصلاة في الجامع الأزهر لأول مرة في 7 من رمضان سنة 361، وتحولت الدعوة على المنابر الى الخليفة المعز، وسكت العملة باسم الخليفة الفاطمى بدلا من العباسى، وكذلك منع جوهر الناس من لبس السواد الذى الرسمي للعباسيين.
لم يفى الفاطميين بتعهداتهم بعدم اجبار المصريين على تغيير مذهبهم السنى الى المذهب الشيعي.
- فأسندت المناصب العليا وخاصة القضاء الى الشيعيين.
- واتخذت المساجد الكبرى مركز دعاية للمذهب الشيعي.
- وتم إضافة منصب جديد يقوم على تعيين أحد كبار المتفقهين في المذهب الشيعي للقيام بنشر دعوتهم وكان يعرف بداعى الدعاة، وحولوا المشاعر الى المذهب الشيعي.
- وفى سنة 395 أمر الحاكم بأمر الله بنقش سب الصحابة على الجدران وفى الأسواق.
- ظهر الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم والسيدة فاطمة وعلى.
- وأذن في جميع المساجد ب(حى على العمل).
ظل المذهب الشيعى هو المذهب الرسمى فى كل المساجد وكذلك المسجد الازهر حتى جاء صلاح الدين الايوبى وتولى حكم مصر وعمل على تحويل المذهب الى السنى فى المساجد وحول الازهر اللى الشنى وهو ما هو قائم حتى يومنا هذا.
ان القارئ لتاريخ المصريين ليجد أن السمة السائدة فى طباعهم هى التوافق والسلمية، وكذلك الازعان التام الى ولى الأمر سواء كان مصرى أو غير مصرى، عربى أو غير عريى، سنى أو شيعى.