أبو مسلم الخرسانى وتأسيس الدولة العباسية
هناك الكثير من الشخصيات التاريخية التي كان لها دور كبير في تأسيس مجموعة من الدول، ومن بين تلك الشخصيات أبو مسلم الخراساني الذي كان ضمن كبار الأشخاص في الدولة العباسية، وكان له دور كبير في العمل على تأسيس الدولة العباسية، وسنتحدث عن أبو مسلم الخرسانى وتأسيس الدولة العباسية عبر مقالنا هذا بصورة تفصيلية.
أبو مسلم الخرساني
عبد الرحمن بن مسلم الخرساني قد ولد في عام 718 ميلاديا الموافق 100 هجريا وكان ذلك في ماه وهي مدينة تقع داخل البصرة يطلق عليها في وقتنا الحالي مدينة أصبهان.
كرس أبو مسلم الخرساني الحياة الخاصة به من أجل نشر الدعوة العباسية وظل كذلك حتى أصبح ضمن أعظم القادة داخل الدولة، وكان من بين أهم الشخصيات التي شكلت أسباب نشأة الدولة العباسية.
قاتل أبو مسلم الخراساني من أجل نشر الدعوة الخاصة بالدولة العباسية لحين توفاه الله عام 7500 ميلاديا الذي كان موافق 137 هجريا، وذلك كان على يد أبي جعفر المنصور الذي كان خليفة في الدولة العباسية.
نشأة أبو مسلم الخرساني
فيما يخص نشأة هذا الرجل فقد نشأ مع أولاد عيسى العجلي زوج أمه، وكان لديه مجموعة من المزارع المختلفة داخل أصبهان والكوفة كذلك، وعمل أبو مسلم لديه في جمع الأموال عن طريق المزارع في الكوفة.
بعدها عمل أبو مسلم الخرساني في صناعة السروج وبدأ بصورة تدريجية في التعرف على التنظيم العباسي السياسي السري، وأعطى ذلك الأمر اهتمام كبير وعبر عن حبه لآل البيت.
كان أبو مسلم الخرساني فطن وذكي إلى حد بعيد وبناء عليه حصل على إعجاب الإمام العبّاسي الذي طلب منه البقاء لديه، وطلب منه أن يرافقه كذلك وعينه رئيس للتنظيم، وبذلك أصبح أشهر رجل في خراسان.
وكان مطلوب من أبو مسلم العمل على نشر الدعوة العباسية إضافة إلى التعامل بشكل حذر مع مختلف التيارات السياسية التي كانت موجودة في خراسان.
استطاع أبو مسلم الخرساني التغلب على ممثل الدولة الأموية داخل خراسان والذي كان نصر بن سيار وقتها، ومن ثم استطاع السيطرة على قاعدة خراسان، إضافة إلى أنه تمكن من للقضاء على علي بن جديع الكرماني، وسيطر على مدن خراسان بشكل كامل.
بعدها قويت شوكة أبو مسلم الخرساني واستمر في الأمور الخاصة بالولاية بناء على رغبته، إضافة إلى أنه قد تصرف بتهور وتمرد واندفاع في بعض من الأمور وذلك لم يعجب أبا جعفر المنصور الخليفة العباسي.
صفات أبو مسلم الخراساني
هناك الكثير من الصفات المختلفة التي كان يتمتع بها أبو مسلم الخرساني، وفيما يلي سنوضح تلك الصفات:
- كان أبو مسلم الخرساني فصيح في اللغة العربية واللغة الفارسية، إضافة إلى أنه كان يفضل قراءة الشعر والاطلاع على العلوم الخاصة به.
- كان قاسي في المشاعر وقليل في الرحمة إضافة إلى كونه قليل الضحك.
- فيما يتعلق بالصفات الجسدية فكان أبو مسلم الخرساني جميل يمتلك بشرة سمراء وكان قصير القامة إضافة إلى أنه أحور العينين.
- ومن الجدير بالذكر أن أبو مسلم كان يمتلك شعر طويل والوجهة الخاصة به كانت عريضة إضافة إلى امتلاك لحية وافرة.
بداية الثورة في خراسان
أمر إبراهيم الإمام أبو مسلم إلى التوجه نحو خراسان من أجل العمل على نشر الدعوة وإظهارها واستمالة أهلها، وبالفعل وصل أبو مسلم في شهر رمضان 746 ميلاديا وبدأ في بعث الدعوة الخاصة به في خراسان ونواحيها.
في ذلك الوقت كان والي خراسان هو نصر بن سيار الكناني الأموي الذي كان مشغول بقتال شيبان والكرماني، وبناء عليه ظهرت الدعوة العباسية وقصد الناس أبو مسلم من مختلف الأماكن في الولاية.
وقيل كذلك أن هناك ما يقترب من 60 قرية زارت أبو مسلم وفي غضون مدة وصلت إلى 42 يوم تمكن من السيطرة على مجموعة مختلفة من المناطق داخل خراسان بشكل ناجح.
أبو مسلم عمل على استلام اللواء والرمح الذي أرسلهما له إبراهيم الإمام ولبسوا بناء على الأوامر، وتكاثر جيش أبو مسلم وارتفع شأنه والتف حوله الفرس كذلك لأنهم كانوا يعتقدون أنه ضمن أحفاد آخر الملوك في الفرس، واقتربوا منه كذلك و أعجبوا بشخصيته على الرغم من سنه الصغير.
في هذا الوقت كان اليمانية والقيسية العرب المقيمين داخل خراسان في خلاف كبير ومحاربة، وحينما رأى كل منهم التفاف العجم حول أبو مسلم اتفقوا على ضرب الدعوة الخاصة به، وقد كانوا على وشك النجاح، ولكن بذكاء أبو مسلم ضربهم ببعضهم البعض.
مقتل أبو مسلم الخرساني
بعدما قامت الدولة العباسية المكانة الخاصة بأبو مسلم ارتفعت وكان محبوب بشكل كبير من جانب أتباعه، فخاف من ذلك أبو جعفر المنصور، وفي يوم من أيام خلافة أبي العباس السفاح قد دخل أبو مسلم ولديه المنصور ولكنه سلم فقط على أبي العباس، قال له هذا أبو جعفر، فرد عليه يا أمير المؤمنين هذا الموضع لا يقضى فيه إلا حقك.
وكان ذلك الأمر قد انزعج منه أبو جعفر وكره أبو مسلم كرها شديدا، وحينما توفى أبو العباس السفاح في شهر ذي الحجة عام 136 هجريا خلفه أبو جعفر المنصور لكونه آخاه.
استشار أبو جعفر المنصور بعض من أنصاره فنصحوه بقتل أبو العباس، وبالفعل دبر له أبو جعفر مكيدة، وفي عام 137 هجريا استدعاه أبو جعفر إلى رومة المدائن في القصر.
وعلى الرغم من كون أبو مسلم لم يكن لديه رغبة في الحضور إلا أن أصحابه وأصحاب الخليفة أشاروا عليه بالطاعة لأبو جعفر وعليه أن يحضر ويتفق كل منهما سويا.
ودعا أبو جعفر المنصور عثمان بن نهيك ومعه أربعة من الحرس، وقال لهم إذا قمت بضرب يدي في بعضهما البعض قوموا بضرب عدو الله على الفور ألا وهو أبو مسلم الخرساني.
دخل أبو مسلم عليه وقال له أبو جعفر المنصور أخبرني عن نصلين قمت بإصابتهما في متاع عبد الله بن علي، رد عليه قائلا أحدهما علي فأخذه أبو جعفر منه ووضعه تحت فراشه.
وقال له أبو جعفر بعدها أخبرني عن كتابك إلى أبي العباس الذي كنت تناه عن الموت به هل أردت أن تعلمنا الدين، فرد عليه قائلا ظننت أخذه لا يحل فكتب إلي ولما وصلني كتابه وقتها أدركت أن أمير المؤمنين معدن العلم.
وبعد نهاية الحديث قام أبو جعفر المنصور بضرب يديه على بعضهما البعض فدخل عثمان هو والحرس وانهمروا على أبي العباس بالضرب حتى قتلوه، وبعد ذلك دفنت الحجة في نهر دجلة.
وكانت مكيدة مدبرة بإتقان شديد لأن أصحاب أبو جعفر المنصور كانوا هم أصحاب أبو مسلم الخرساني، وهم من أقنعوا أبو مسلم بالذهاب إلى الخليفة وأمروه بالسمع والطاعة.
بعد مقتل أبو مسلم الخرساني
حينما قتل أبو جعفر المنصور أبو مسلم الخرساني ثار إلى هذا الأمر جماعة وكان زعميها سنباد المجوسي عام 755 هجريا الموافق 137 ميلاديا، وقام أبو جعفر المنصور بإرسال إليه جيش بقادة من جمهور بن مرار العجلي
وعلى الرغم من كون أبو مسلم الخرساني لم يعش سوى 37 عام إلا أنه حصل على منزلة عظيمة بين العلماء في هذا الوقت، وذلك بفضل التأثير الخاصة به وقد قال الخليفة العباسي السابع الذي كان المأمون وقتها، أجل ملوك الأرض 3 وهم من عملوا على تحويل الدولة ونقلها أردشير الأول الإسكندر الأكبر إضافة إلى أبو مسلم الخرساني.
وفي النهاية أبو مسلم الخرساني كان شخصية من بين الشخصيات العظيمة التي كان لها دور كبير في تأسيس الدولة العباسية وكان محبوب من الجميع، إلا أنه تعرض للقتل في النهاية على يد أبو جعفر المنصور بسبب كرهه الشديد له وخوفه على الخلافة بسبب التفاف الجميع حول أبو مسلم الخرساني.
