تاريخ وثقافة اسلامية

السهمى القرشى عمرو بن العاص داهية العرب

عمرو بن العاص داهية العرب

السهمى القرشى عمرو بن العاص داهية العرب

عمرو بن العاص سمي بالسهمي القرشي الكناني حيث كان يوصف بأنه قصير القامة، مرن الأعضاء، قوي البنية بسبب أن جسمه تعود علي احتمال التعب والمشقة،  وساهم ذلك على أن يظهر فيه تفانين الفروسية والضرب بالسيف، وكان أيضًا خطيبًا بليغًا ومحبًا للشعر،ولا ننسي أنه كان داهية من دهاة العرب، وصاحب فكر، وفارسًا من الفرسان، قامت بإرساله قريش إلى الحبشة لكي يطلب من النجاشي أن يسلمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة وإعادتهم إلى مكة من أجل محاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد ولم يستجب له النجاشي، اعتنق الإسلام في السنة الثامنة للهجرة بعد أن فشلت قريش في غزوة الأحزاب، وقام بتقديم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين بعد مقاتلتهم للإسلام. 

لماذا لقب عمرو بن العاص بداهية العرب؟

عمرو بن العاص من أشهر المسلمين الذين خلدهم التاريخ الإسلامي على مر العصور ولقب بداهية العرب للعديد من الأسباب، دعونا نتعرف على ذلك عبر ما يلي:

  • كان عمرو بن العاص معروف بدهائه، وفطنته وذكائه، وقدرته الواسعة على أن يختلق الحيل في فن القتال.
  • قام بإكتساب الشهرة الكبيرة من بين قادة المسلمين، حيث أنه كان واسع الحيلة، وعبقري في تدبير الأمور.
  • تم وصفه في الكثير من القصص بأنه أسطورة، لأنه كان خطيباً مفوهاً، وذات كلمة وقوة في المنطق، ويعرف بأنه سريع البديهة وأفكاره حاضرة دائماً.
  • معروف ببراعته في القتال ومتميز بحسن المراوغة، والذكاء في الخداع، وابتكار الحيل، ولهذا السبب لقب بداهية العرب.
  • قام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتلقيبه بأرطبون العرب، بسبب براعته وإتقانه وحرفيته خلال حصار بيت المقدس عندما كان جيش المسلمين يستعد لفتحها.

ما هي أبرز المواقف التي دلت على دهاء عمرو بن العاص؟

هناك الكثير من المواقف التي تخص عمرو ابن العاص والتي كانت دليل قاطع على الدهاء الذي يتمتع به، وتتمثل تلك المواقف في الآتي:

  • بعد قصة دهاء لا مثيل لها، أثناء حصار بيت المقدس حتى يتم فتحها لقب بأرطبون العرب.
  • عمرو بن العاص سار بجيشه في واقعة أجنادين وكانوا في ناحية بيت المقدس، وعند وصوله إلى منطقة الرملة وجد مجموعة من الروم وكان قائدهم اسمه الأرطبون وهو يعتبر من أدهى دهاة الروم، أرسل عمرو بن العاص إلى الفاروق عمر مكتوباً يخبره فيه عن أرطبون الروم.
  • المكتوب وصل إلى الفاروق عمر قام بالرد: قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج. 
  • بعث عمرو بن العاص رضي الله عنه علقمة بن حكيم وغيره  لأهل إيليا لكي يقاتلوهم، وأرسل أبا أيوب المالكي إلي الرملة، وكلما قام الفاروق عمر بإرسال عدد له من الرجال يرسل بعض منهم إلى إيليا، والبعض الآخر إلى الرملة.
  • عمرو بن العاص ذهب إلى أرطبون الروم بصفته رسول من عمرو وأبلغه الرسالة كأنها من الرسول إلى الأرطبون، ولكنه انتابه الشك أن من أمامه هو عمرو بن العاص أو أحد مستشاريه فصمم على قتله.
  • قام أرطبون الروم بأمر أحد الحراس أن يراقبوا الرسول عند خروجه ويقتلوه على الفور، فانتبه وقتها عمرو فقال للأرطبون: أيها الأمير أني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي لنشهد أموره، وقد أجبت أن أتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا ما رأيت 
  • وبهذه الطريقة فإن عمرو قد أوهم الأرطبون أنه واحد من عشرة مستشارين معروفين لعمر بن الخطاب، وأنه من الممكن أن يأتي بهم جميعاً

مواقف يظهر فيها دهاء عمرو بن العاص

 يوجد العديد من المواقف التي يظهر فيها دهاء وحنكة عمرو بن العاص -رضي الله عنه- وقيادته الذكيّة، وسنوضح في هذا المقال أبرزها وهو كالآتي:

 سريّة ذات السلاسل بعدما أسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أَعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- مهمة قيادة سرية إلى قضاعة بسبب محاولاتهم في القضاء على المدينة، فكان -رضي الله عنه- على أكمل الاستعداد، وسار بسريةٍ سميت ب ذات السلاسل، وقد تمكن عمرو من تحقيق النصر في تلك المهمة وقام بتدبير شؤون المقاتلين بذكاء وحنكة، وهذا يظهر في مواقف كثيرة، منها:  الجو في ذلك الوقت كان بارداً، وأراد بعض المسلمين أن يشعلوا النار، ولكن عمرو بن العاص منعهم عن ذلك. 

 عمرو -رضي الله عنه- كان يأمر الجيش أن يسير في الليل ويختفي في النهار،وعندما ظهرت علامات النصر بعد مواجهة الأعداء أراد الجيش الإسلامي أن يلاحق الهاربين، ولكنّ عمرو منعهم من ذلك، تيمّم عمرو بدلاً من أن يغتسل من الجنابة وصلّى بالناس إماماً وقد كان النصر بفضل الله حليفاً للجيش الإسلامي، وعندما رجعوا كان أول شيء فعلوه هو أنهم شكوه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبرر عمرو للنبيّ الحِكمة من أفعاله التي أثارت دهشة المسلمين، فما كان من النبيّ إلا أن أُعجب بدهائه وفطنته وأثنى عليه. 

ماذا عن موقف عمرو ابن العاص في فتح بلاد الشام؟

  عمرو بن العاص تولي أحد الجيوش التي توجهت لفتح الشام،حيث ذهب عمرو إلى فلسطين لكي يشارك في معركة اليرموك التي كانت من أكثر المعارك التي قادتها خالد بن الوليد شهرة، وأبو عبيدة بن الجراح، واكتمل فتح بلاد الشام على يدهم؛ حيث أنهم تمكنوا من هزيمة جيش الروم، وقد قال عمر بن الخطاب عن هذا الفتح: لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، وهذه تعتبر كناية عن براعة عمرو بن العاص وما قدّمه في هذه المعركة لفتح بلاد الشام. 

ما أهم ما يميز عمرو بن العاص؟

 عمرو بن العاص -رضي الله عنه- تميز بأنه ذات فصاحة اللسان وطلاقته، وبلاغة ألفاظه ومفرداته، وأيضًا كان قارئاً مُتقناً لكتاب الله -تعالى، وقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إذا رأى أحداً ركيك اللفظ قال له: سبحان الله، خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.

ما هي إنجازات عمرو بن العاص؟

  • يذكر لعمرو بن العاص أنه شهد على فتح دمشق ، وشهد على فتح الأردن ، وكان لقيادته تأثير كبير في انتصار المسلمين على الروم، ويذكر له أيضًا أنه فتح فلسطين استثناء القدس ، الذي شهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه علي فتحها مع قادة المسلمين الآخرين، وأنه أبلى في فتح فلسطين أعظم البلاء. 
  • فتح مصر بعد معارك ضارية وحنكة و دهاء.

وفاة عمرو بن العاص

طوال فترة خلافة عمر بن الخطاب،  يزيد بن أبي سفيان توفي و الذي كان والياً على مصر وقتها،اقترح عمرو بن العاص على الخليفة عمر أن يذهب إلي مصر ليقوم بفتحها حتى يؤمن جميع أنحاء الحدود اللتي تؤدي إلى بلاد الشام من الروم، وافق عمر وتولى عمرو قيادة الجيش الذي ذهب فاتحاً لمصر واكتمل الفتح ونجح في ذلك، توفي عمرو بن العاص في مصر وقد كان يبلغ من العمر ثمانية وثمانين عامًا، وتم دفنه هناك في منطقة المقطم وضريحه موجود بالقرب من ضريح الإمام الشافعيّ حسب ما كتب في التاريخ.

ماذا قال رسول الله عن عمرو بن العاص؟

  عمرو أسلم بعد تفكير طويل، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن إسلامه:  أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص، وكان إسلام عمرو من قبل الفتح في السنة الثامنة من الهجرة وهي سنة 629 – 630 م .

وكان يبلغ من العمر في هذا الوقت حوالي اثنتين وأربعين سنة وقد ازدهر الإسلام بإسلامه هو وخالد بن الوليد قائدين عظيمين وبطلين كبيرين قاما بدور مهم في تاريخ الفتح الإسلامي ونشرهم الدعوة وتعزيز الدين. 

عمرو بن العاص أحد الشخصيات الإسلامية التي خلدها التاريخ الإسلامي وكان له الفضل في فتح الدولة المصرية ودخول الإسلام لها، وكان له الكثير من الصفات التي يتمتع بها لعل من أبرزها الدهاء، رحمة الله عليه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى