تاريخ وثقافة اسلامية

تاريخ خلافة عثمان بن عفان

خلافة عثمان بن عفان

تاريخ خلافة عثمان بن عفان من ذي الحجة ٢٣ هـ إلى ذي الحجة ٣٥ هـ 

بسم الله الكريم الأواب قاهر الأعداء، وناصر عباده الأبرار، وصلى الله على عبده ونبيه وخاتم رسالته النبى المجاهد محمد صلى الله عليه وسلم بعد.. هوامش اليوم من خير العصور بعد عصر النبى، فترة الخلفاء الراشدون، سوف نتحدث عن خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه وبعض مناقبه.

خلافة عثمان بن عفان

Usman Bin Afan

من ذي الحجة ٢٣ هـ إلى ذي الحجة ٣٥ هـ

  • أنه المسمى بذي النورين لزواجه من ابنتي رسول الله (رقية وتوفيت يوم انتصار بدر، وأم كلثوم وتوفيت سنة ٩ هـ).
  • أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن أنس أنه قال : صعد النبى صلى الله عليه وسلم أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال : (اسكن أحد – أظنه ضربه برجله – فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان).
  • وأخرج البخاري كذلك عن أبي موسى الأشعري ه: «أن دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن فقال : ائذن له وبشره بالجنة» فإذا عمر ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة ثم قال: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه»، فإذا عثمان بن عفان».
  • وأخرج مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ مضجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله ﷺ وسوى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر ف لم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة).

بدأ عثمان عهده بخطاب وجهها إلى المسلمين فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه

“أيها الناس إن أول المركب صعب، وإن بعد اليوم أياما وإن أعش تأتكم الخطبة (لم يكن خطيبا على وجهها وما كنا خطباء وسيعلمنا الله وأنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام قائل.”

وكتب عثمان كتبا أربعة: الأول إلى الولاة والثاني إلى عمال الخراج والثالث إلى الرعية والرابع إلى أمراء الجيش، رسائل حدد فيها سياسته الداخلية وأنه سائر على هدي نبيه وطريقة سلفه في إقامة الحق والعدل.

ولم يكن عثمان في شدة عمر ولا عيب في ذلك فلكل شخصيته، فقد كان يُقدَّم لعثمان في طعامه صغار الضأن والدقيق الأبيض المنخول، ولما قيل له كان عمر لا يأكل من الضأن إلا مسانها قال يرحم الله عمر ومن يطيق مثل عمر ؟ وبدأ يوسع على الناس، وهو أمر طبيعي مع كثرة الخير والفيء والغنائم. يروي البخاري في التاريخ يروي عن الحسن أنه قال: أدركت عثمان على ما نقموا عليه قل ما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون خيرا، يقال لهم: يا معشر المسلمين اغدوا على أعطياتكم، فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على أرزاقكم فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم اغدوا على السمن والعسل والأعطيات جارية والأرزاق دارة والعدو ،متقى وذات البين حسن، والخير كثير، وما من مؤمن يخاف مؤمنًا، ومن لقيه فهو أخوه، قد كان من الفته ونصيحته ومودته قد عهد إليهم أنها ستكون أثرة فإذا كانت فاصبروا . وما إن علمت الفرس والروم بمقتل عمر حتى نقضت معظم المقاطعات الفارسية عهودها مع المسلمين، وحاول الروم طرد المسلمين فهاجموا الشام وحاولوا كذلك استرداد مصر فواجه عثمان محنة عظيمة كتلك المحنة التي واجهها أبو بكر في حروب المرتدين، ولكن المسلمين استطاعوا أن يلقنوا أعداءهم دروسًا لا ينسوها، واستعادوا السيطرة على مقاطعات ،فارس، ومع ذلك لم ينكلوا بأهلها بل قبلوا اعتذارهم، وعاشوا في كنف الإسلام آمنين مطمئنين، وكذلك استطاعوا أن يهزموا الروم ويستعيدوا ما قد احتلوه من أرض الشام.

إنشاء أول أسطول إسلامي بحري في عام ٢٨ هـ :

استطاع معاوية بن أبي سفيان والى الشام أن ينشئ أول أسطول بحري للمسلمين، وكان قد عرض الفكرة على عمر ولكنه رفض خوفًا على المسلمين، ثم عرض الفكرة على عثمان وألح فوافق عثمان وغزا معاوية قبرص عابراً البحر، وصالح أهلها على الجزية، وتعبر معه أم حرام (زوجة عبادة بن

الصامت) لتحقق نبوءة النبي ﷺ أنها أول من تغزو البحر وتموت هناك.

فتح قبرص :

روى البخاري في كتاب الجهاد في صحيحه في كتاب الإمارة: عن أنس أن النبي الله نام عندها القيلولة ثم استيقظ وهو يضحك فسألته أم حرام عن سبب ضحكه فقال لها: رأى ناسا من أمته غزاة في سبيل الله يركبون ثبج البحر – أي وسطه ومعظمه – ملوكا على الأسرة، ثم وضع رأسه فنام ثانية واستيقظ وقد رأى مثل الرؤيا الأولى. فقالت أم حرام ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال لها: أنت من الأولين».

أي من الجيش الأول الذي سيغزو البحر وهـو جـيش معاويـة حـيـن غـزا قبرص ففتحها سنة ٢٧ هـ، أيام عثمان بن عفان، وكانت معهم أم حرام بنت ملحان في صحبة زوجها عبادة بن الصامت، وماتت أم حرام في سبيل الله وقبرها بقبرص إلى اليوم. قال ابن كثير : ثم كان أمير الجيش الثاني يزيـد بـن معاوية في غزوة القسطنطينية.. ثم قال: وهذا من أعظم دلائل النبوة.

وفي سنة ٣٣ هـ، كان الجمع الثاني للقرآن :

روى البخاري بسنده عن ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة ابن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي مع أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل ،العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة.

فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.

فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق.

من هذه الرواية نستنتج أن هذا الجمع كان لعدة أسباب:-

  • اتساع الفتوحات ودخول قدر كبير من الأعاجم في الإسلام وكان عمر له آخذا بحجزات الصحابة يمنعهم من مغادرة الحرمين إلا قليلاً منهم، فاختلف الناس في القراءة وكادت تحدث فتنة.
  • أراد عثمان أن يكتب المصحف على حرف واحد من الحروف السبعة (أي اللهجات السبع، فكتب بلغة قريش وهو الحرف الذي نزل به القرآن، وإنما كان الترخيص بالقراءة بالحروف الأخرى مؤقتا حتى تطوع الألسنة لحرف قريش.
  • ومن أمثلة ذلك … عندما اختلفت اللجنة في كيفية رسم كلمة «التابوت» هكذا تنطق في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: ٢٤٨]. قال زيد (التابوة)، وقــال القـرشـيـون (التابوت) وترافعوا إلى عثمان فقال: «اكتبوا (التابوت) فإنما أنزل القرآن على لسان قريش ولاشك أن هذا الذي صنعه عثمان يعد من أعظم إنجازاته وقد لقي قبول جميع من بقى من أصحاب رسول الله ﷺ قال على الله: (يا معشر الناس اتقوا الله وإياكم والغلو في عثمان وقولكم حرق المصاحف، فوالله ما حرقها إلا على ملأ منا أصحاب محمد . وأغاظ هذا الإنجاز مثيري الفتنة الذين مازال الحقد يملأ صدورهم ولا يهدءون، حتى يروا الفرقة تسود مجتمعات المسلمين ولنر مزيدا من مكرهم.

._____________________._________________________.______________________.__________________.

هوامش من كتاب موسوعة التاريخ الاسلامى للدكتور راغب السيرجانى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى