تاريخ وثقافة اسلامية

سليمان القانونى أطول سلاطين الدولة العثمانية حكماًًََ

سليمان الأول

بلغت الدولة العثمانية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت، واشتهر بسليمان القانوني، لأنه وضع نظمـا داخـلـيـة فـي كـافـة فروع الحكومة، فأدخل بعض تغييرات في نظام العلماء والمدرسين الذي وضعه محمد الفاتح، وجعل أكبر الوظائف العليا وظيفة المفتي، وأدخل التنظيمات على جيش الانكشارية، وكانت كلها في ضوء الشريعة الإسلامية، ولم تكن مستمدة من القوانين الوضعية كما قد يتبادر إلى الأذهان.

سليمان الأول ( ١٤٩٤ ـ ١٥٦٦ م )

ولد في ٦ نوفمبر ١٤٩٤م بطرابزون ، بدأ حياته العسكرية بانضمامه إلى جيش جده ثم إلى جيش والده سليم الأول في دفاعه عن الإمبراطورية العثمانية ، تولى سليمان الحكم عقب وفاة والده في سبتمبر ١٥٢٠م ، وبسرعة راح يخطط لتوسيع حدود الإمبراطورية العثمانية وازدياد نفوذه ،

وترك عبء الأمور الداخلية لوزيره الكفء إبراهيم باشا ، وكان لدى سليمان أفضل وأقوى جيش في العالم ورثه عن أبيه ، وبدأ أولى مهامه القتالية ضد المجر وذلك نظير المعاملة السيئة التي لقيها مبعوثوه هناك ، ففى سنة ١٥٢١م استولى على بلجراد.

وفى ١٩٥٢م حاصر جزيرة رودس التي تحوى فرسان القديس يوحنا المدافعين عنها والذين كانوا يمثلون العقبة الرئيسة ضد سيطرة العثمانيين على الخطوط البحرية .
لقى سليمان مقاومة عنيفة أدت به إلى عرض استسلام رودس مقابل انسحاب قواته قوات رودس ـــ بأمان ، وتمكن بذلك من تحقيق هدفه دون أية أرواح أخرى يخسرها . وفى ٢٩ أغسطس ١٩٢٦م هاجم سليمان القوات المجرية في سهل موهاكس ، وأجهز الأتراك ـ في هذه المعركة ـ على الملك لويس ومعظم حاشية قصره بالإضافة لأكثر من ١٥ ألف جندى مجرى ، ثم احتل بودا وقام بتنصيب ممثله الخاص على عرش المجحر . وفى ۱۹۲۹م قاد حملة هجم بها على إمبراطورية هابسبورج النمساوية ، ولكن لم يحالفه النصر الكامل مما أدى به إلى إبرام معاهدة سلام تمكن .

من خلالها أن يدعم سيطرته على المجر .

وبذلك ضمن سليمان تأمين الجبهة الغربية فتحول إلى الجبهة الشرقية حيث بلاد فارس ، فقام فى سنة ١٩٣٤م وما بعدها بغزو واحتلال مدينتي بغداد وتبريز ، وأقام تحالفا مع فرنسا ضد الرومان ( الإمبراطورية المقدسة ) ، ودامت العلاقة الطيبة مع فرنسا لعدة قرون بعد وفاته.

وفي ذلك الوقت أرسل سليمان، أسطوله البحرى بقيادة باربروسا ليحكم سيطرته على البحر المتوسط ، وقد تهيئت له تلك السيطرة بعد انتصار باربروسا على الرومان في معركة بريفيزا بمدينة البندقية .

وعقب ذلك الانتصار بدأ الأسطول التركي في شن سلسلة من الهجمات ضد جنوب أوربا وساحل شمال إفريقيا ، والتي استمرت لأكثر من عشرين سنة ، وانتهى العــدوان ضـد بـلاد فارس معاهدة أماسيا في ١٥٥٥م التي بموجبها ضمت الأمبراطورية العثمانية كلا من : تبريز، وأرضروم ، و إريفيان ، وفان ، رجورجيا .

توفى سليمان في معسكر له أثناء توجهه على رأس جيش من مائة ألف رجل في حملة جديدة على النمسا في ٥ سبتمبر ١٥٦٦م

أعمال العثمانيين في الأمصار الإسلامية

  • تمرد حكام الشام

  1. ما إن وصل خبر موت السلطان سليم الأول إلى جانبرد الغزالى إلا وأعلن تمرده،
  2. وعرض على حاكم مصر أن يحذو حذوه فخدعه حاكم مصر بابداء الموافقة.
  3. وفي نفس الوقت كان يطلع الخليفة سليمان على كل ما يرمى إليه حاكم الشام وبدأ حاكم الشام فى تنفيذ تمرده بمحاصرة حلب.
  4. ولكن بمجرد وصول الجيوش العثمانية إلى حلب، ولى حاكم الشام الأدبار ثم تحصن بدمشق وواجه الجيوش العثمانية
  5. فهزم وحاول أن يفر متنكراً فسلمه أحد أعوانه للعثمانيين فقتلوه في بلاد فارس الدولة الصفوية.
  6. في عام ٩٤١ هـ دخل العثمانيون تبريز للمرة الثانية، ومنها اتجهوا إلى بغداد فضمت إلى أملاك الدولة العثمانية.
  7. وفى عام ٩٥٤ هـ طلب أخو الشاه الصفوى مساعدة السلطان ضد أخيه، فدخل العثمانيون تبريز للمرة الثالثة.
  • في بلاد العرب.

احتدم الخطر الإسباني والبرتغالى الصليبي على المسلمين، فبعدما استولوا على آخر معاقل المسلمين في بلاد الأندلس، وعاهدوا المسلمين على أن يكفلوا لهم الحرية الدينية وممارسة الشعائر.

لكنهم سرعان ما أخلفوا العهود ونقضوا المواثيق، فأخذت محاولات التنصير الضارية تنهمر على المسلمين في الأندلس مستعملين في ذلك كل الوسائل من إبادة وتشريد وهتك للأعراض واستعباد وغيرها من الوسائل التي يعجز القلم عن وصفها فهام المسلمون في الأندلس على وجوههم،

منهم من لحقته الإبادة ومنهم من ذاب في المجتمع النصراني ومنهم من استطاع أن يفر بدينه ليهاجر للأمصار الإسلامية.
ولم يكتف الأسبان والبرتغاليون بالأندلس،

فبعد أن استتب لهم الأمر فيها اتجه الأسبان نحو الأمصار الإسلامية الأخرى ليعيدوا المأساة فيها، واحتلوا بعض المراكز في شمال إفريقيا مثل طرابلس والجزائر وبنزرت ووهران وغيرها. فأرادت الدولة العثمانية تحرير شمال إفريقيا من الأسبان ثم الاتجاه للأندلس ولم شمل المسلمين.

  • البحارة خير الدين وأخوه عروج

وفي عهد السلطان سليم الأول ظهر أحد البحارة الذين لهم صفحات لامعة في التاريخ الإسلامي، وهو البحار خير الدين الذي كان قرصانا نصرانيا في جزر بحر إيجة ثم اعتنق الإسلام هو وأخوه عروج ونزرا نفسيهما لخدمة الإسلام.

وكانا ينتقمان من القراصنة النصارى الذين كانوا يعترضون السفن المسلمة ويسترقون ركابها وينهبونها، فكانا بالمثل يعترضان سفن النصارى ويبيعان ركابها عبيدا،

ثم في عهد السلطان سليم الأول أرسلا إليه إحدى السفن التي أسروها فقبلها منهما فأعلنا طاعتهما وخدمتهما للعثمانيين.

  • ضم الجزائر

وانطلقا يطهران شواطئ إفريقيا من الصليبيين، فحرر عروج مدينة الجزائر ومدينة تلمسان وكان ذلك في عهد السلطان سليم الأول فعين خير الدين واليا على الجزائر وبالتالي ضمت الجزائر إلى الدولة العثمانية.

  • ضم طرابلس الغرب (ليبيا):

أرسل السكان المسلمون إلى الخليفة يستغيثونه بعد احتلال الإسبان لطرابلس، فأرسل إليهم قوة بحرية صغيرة عام ٩٢٦هـ بقيادة مراد أغــا ولكنه فشل في تحريرها، فأرسل الخليفة الأسطول العثمانى بقيادة طورغول بك.

فحرر المدينة من الإسبان وطردهم شر طردة، وواصل تحرير المدن الإسلامية من وطأتهم فحرر بنزرت ووهران وغزا ميورقة إحدى جزر البليار جنوب شرقی أسبانيا) وكورسيكا وبذلك غدت طرابلس الغرب (ليبيا) ولاية عثمانية.

  • في تونس

دعا الخليفة سليمان البحار خير الدين وأمره بالاستعداد لغزو تونس وتحريرها من ملكها الحفصى الذى اشتهر بميله إلى شار لكان الملك النصراني شديد العداوة للإسلام،

فأعد خير الدين العدة وبنى أسطولاً كبيراً لهذا الغرض، وسار من مضيق الدردنيل قاصدا تونس وفى طريقه أغار على مالطة وجنوبي إيطاليا للتمويه، ولكى لا يعرف مقصده الأساسي ثم وصـل تـونـس وبمنتهى السهولة سيطر عليها وعزل السلطان حسن الحفصي،

ووضع مكانه أخاه، فاشتاط شارلكان ملك أسبانيا وإيطاليا والنمسا وغيرها من بلاد أوروبا، وصمم على استعادة نفوذه في تونس وإعادة ملكها العميل المخلص له، فقاد شارلكان بنفسه الجيوش،

وتمكن من دخول تونس وترك الحرية لجنوده في النهب والقتل وهتك الأعراض وهدم المساجد والسبى والاستعباد.

وأعاد السلطان حالحفصي للحكم بعد أن أجبره على التنازل له عن مدن بنزرت وعنابة وغيرها، واضطر خير الدين إلى الانسحاب من تونس.

  • في الجزيرة العربية والهند

كما ذكرنا من قبل الخطر الذى بدأ يظهر من قبل البرتغاليين واحتلالهم لبعض المواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ومواصلة الزحف لنبش قبر الرسول ، هذا بالإضافة إلى خطرهم على بلاد الهنــد التـي كـانـت فـي ذلك الوقت تحت سلطان المغول المسلمين.

أمر الخليفة سليمان بتجهيز أسطول للسيطرة على الجزيرة العربية وتطهيرها من البرتغاليين.

فتمكن العثمانيون من ضم اليمن وعدن ومسقط ومحاصرة جزيرة هرمز وبالتالي أغلقوا الأبواب في وجه البرتغاليين وأهدافهم الدنيئة.

أشهر ما قال السلطان القائد سليمان القانوني رحمه الله:-

  • الدولة التي تنتشر فيها الرشوة يمكنك أن تفعل فيها ما تشاء “.
  • إكساب محبة الأمة في قناعتي أصعب من إرهابها “.
  • الحكم ليس بالسيف بل بالعدل “.
  • إن البلاد الواسعة التي استلمت قيادتها، والتي تبلغ مساحتها نحو سبعة مليون كيلو متر تقع مسؤوليتها على عاتقي، وهذا التفكير يؤرقني “.
  • عندما أموت أخرجوا يدي من التابوت لكي يرى الناس أنه حتى السلطان يخرج من هذه الدنيا بيد فارغة “.
  • أحب أن أموت غازياً في سبيل الله “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى