شهر رمضان الكريم هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله
تعالى للمسلمين في جميع أنحاء العالم. يبدأ رمضان برؤية هلال شهر شعبان، وينتهي برؤية هلال شهر شوال، ويستمر لمدة 29 أو 30 يوماً حسب الرؤية الشرعية. في هذا الشهر المبارك، يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويزيدون من قراءة القرآن الكريم والصلاة والذكر والدعاء والصدقة والإحسان. كما يحرصون على تجنب الكذب والغيبة والنميمة والفحش والمعاصي، ويسعون إلى تطهير أنفسهم وتزكية قلوبهم وتقوية إيمانهم.
شهر رمضان الكريم له فضائل ومزايا عديدة، منها:
– أنه شهر نزول القرآن الكريم، الذي هو هدى للناس وبيان للهدى والفرقان، كما قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].
– أنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ففيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتسلسل الشياطين، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1-5].
أنه شهر الصيام
، الذي هو ركن من أركان الإسلام، وعبادة جليلة تقرب العبد إلى ربه، وتربيه على الصبر والتقوى والشكر والرضا، وتنمي فيه الإحساس بالمسؤولية والتضامن والرحمة، وتطهره من الذنوب والسيئات، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم].
شهر الصلاة، وخاصة صلاة التراويح والقيام،
التي تقام في الليالي الفضيلة بعد صلاة العشاء، وتتضمن قراءة القرآن الكريم كاملاً أو جزءاً منه، وهي صلاة نافلة تستحب فيها الجماعة والاجتهاد والخشوع، ولها أجر عظيم عند الله تعالى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم].
– أنه شهر الصدقة، وخاصة زكاة الفطر، التي توجب على كل مسلم مقتدر أن يخرجها في آخر يوم من رمضان أو قبل صلاة
العيد، وهي صدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين، تكفر عن صائم ما وقع من لغو أو خطأ في شهر رمضان، وتطعمهم في يوم العيد، وتزيد في مودتهم وإخوتهم للمسلمين، وهي صاع من طعام أو ما يعادله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من قدمها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أخرها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” [رواه أبو داود وابن ماجه].
هذه بعض فضائل ومزايا شهر رمضان الكريم، ولكن لا تنحصر فيها، فهو شهر مليء بالخيرات والبركات والمغفرات، وفيه تتحقق السعادة الدنيوية والأخروية لمن أحسن استغلاله واستفادة منه. فلنحرص على أن نكون من الفائزين في هذا الشهر العظيم، ونجتنب ما يفسد صيامنا وقيامنا، ونتقرب إلى الله بالطاعات والنوافل والدعوات، ونتوب إ