تاريخ وثقافة اسلامية

موقعة بلاط الشهداء (معركة بواتيه)

رمضان 114 هـ/ أكتوبر 732م

موقعة بلاط الشهداء (معركة بواتيه)

رمضان 114 هـ/ أكتوبر 732م

انتشرت الفتوحات الإسلامية في فترة حكم الدولة الأموية من جميع الاتجاهات شرقا ناحية الصين وغربا ناحية بلاد الفرنجة والقسطنطينية، وذلك في اعقاب استقرار الدولة الأموية والقضاء على الثورات والقلاقل في العراق وأراضى الحجاز.

وكما قال بن كثير عن الفتوحات فى الدولة الأموية ( رحمه الله ) : ( كانت سوق الجهاد قائمة في بني أميّة، ليس لهم شغل إلّا ذلك، وقد أذلّوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً ولم يتوجّه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلّا أخذوه )

موقعة بلاط الشهداء

مقدمة

لقد كانت خطة موسى بن نصير قائد فتوحات الغرب في الدولة الأموية ان يعبر جبال البرانس ليصل بالإسلام الى فرنس (بلاد الغال) ثم الاتجاه شرقا لفتح القسطنطينية عاصمة الروم، ولكن الخليفة الوليد بن عبد الملك خاف من هذه المغامرة وخاصة انها بلاد ذو طبيعة مختلفة، فخشى على جنوده منها، وبفعل بعض دسائس من كارهي موسى بن النصير وطارق ين زياد استدعاهما الخليفة وتوقف الزحف نحو الغرب وقد دانت كل بلاد المغرب العربي والأندلس آنذاك، وتوقف الزحف مدة من الزمن.

السمح بن مالك الخولانى

بعد توقف الزحف لمدة من الزمن حتى عين الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز السمح بن مالك الخولانى سنة 100 هجريا، والذى اختاره لتقواه وخلقه، فعاد الحماس لجند المسلمين لمعاودة الكره على بلاد الغال من جديد، قام السمح بنقل مركز القيادة في الأندلس من أشبيلية الى قرطبة والتي استمرت العاصمة هناك حتى سقوط الأندلس من يد الأمويين.

مقدمات المعركة

سار السمح الى أرض فرنسا وفتح إقليم سبتمانيا جنوب فرنسا، واتحذه مركزا لعملياته العسكرية في فرنسا، ثم اتجه غربا حتى وصل طولوشى عاصمة اكويتانيا، التي قاومت حتى وصلت الامدادات، وقتل السمح في هذه المعركة سنة 102 ه فارتد المسلمون جنوبا عن هذه المدينة، وتولى بعده عبد الرحمن الغافقى أخد جنود السمح ولم تدم ولايته الأولى كثيرا، حتى عين والى افريقيا يزيد بن أبى مسلم عنبسة بن سحيم الكلبى أميرا للأندلس، والذى أوقف القتال لمدة 4 سنوات عمل خلالها على سد بعض الخلافات الداخلية وتنظيم الصفوف.

ثم عاود الفتح من جديد ودخل مدن فالنس، فيني، ليون، شالون، ووصل مدينة سانس، والتي نجح أهلها في وقف الزحف

عبد الرحمن الغافقي

تولى للمرة الثانية بعد عزره الفهريى، فاستعد الاستعداد القوى لغزو فرنسا، وفتح باب التطوع للجهاد فتجمع عليه جيش ضخم بلغ من سبعين الى مائة ألف، وبدأ بعبور جبال البرانس سنة 114 هجريا، فأخضع مدينة أرل ثم اتجه الى أقطانيا، ومضى زحفه حتى وصل الى مدينة بواتيه

أحداث الموقعة

دارت رحى المعركة قرب تور أواخر شعبان سنة 114ه – 733م ، وبعد مرور ثمانية أيام دون قتال بدأ القتال، وتلاحم الفريقان في اليوم الأول، وثبت كل فريق للأخر، وفى الثاني كذلك، ولكن بدأ يظهر تفوق المسلمين فلجأ الفرنجا الى حيلة وهى اختراق الصفوف من نقطة حت وصلو الى خلف الصفوف حيث الغنائم، وصير المسلمون حتى الليل وتراجعوا الى الجنوب، حتى جاء النهار فلم يجد الفرنجا اى أحد من المسلمين ووجدوا الغنائم فخافوا ان تكون خدعة فتقدموا بحزر، وتراجع المسلمون وتحصنوا وأمنوا المدن التي فتحوها.

قول جيبون: لو فتح المسلمون تور لقرأ القران وفسر في أكسفورد و كمبريدج.

اعتبر مؤرخو الفرنجة في القرن التاسع الميلادى، نتيجة المعركة حكم إلهي لصالح الفرنجة، كما اكتسب شارل مارتل من حينها لقبه “Martellus” الذي يعني المطرقة.تفاصيل المعركة من حيث الموقع وأعداد القوات المشاركة من الطرفين لا يمكن تحديدها على الوجه الدقبق. إلا أنه من المؤكد، أن قوات الفرنجة انتصرت في المعركة دون أن يكون لديهم سلاح هام.

ما هو سبب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء؟

لم تكن الهزيمة سببا فى توقف الزحف نحو أوروبا ولكن يرجع السبب الأهم الى عدم اهتمام المسلمبن فى ذلك الوقت بالقارة العجوز وانصب اهتمامهم على الشرق وأيضا أوروبا كانت تمر بوضع اجتماعى وثقافى منحط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى