الدولة الطولونية و مؤسسها أحمد بن طولون
مقدمة
استقل في ظل الدولة العباسية الكثير من الدول وذلك لاتساع رقعة السيطرة، وكذلك لضعف الخلفاء واقتصار حكمهم على القصور في بغداد، وكان من ضمن تلك الدول التي استقلت بالحكم هي الدولة الطولونية، اليكم في هذا المقال هوامش صغيرة عن الدولة الطولونية و مؤسسها أحمد بن طولون.
الدولة الطولونية
تأسست الدولة الطولونية عام 254 هجريا واستمرت حتى عام 292 هجريا واتخذت من القاهرة حاضرة وحاضنة شعبية لحكمها الذى استمر قرابة النصف قرن من الزمان، وهو ما سوف نتحدث عن هوامش صغيرة من تلك الدولة الطولونية.
أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية
كان أبوه من الأتراك الذين أهداهم نوح بن أسد السامانى عامل بخارى الى المأمون سنة 200 من الهجرة.
نشأ أحمد في صيانة وعفاف ورياسة ودراسة القرأن الكريم، مع حسن الصوت به، وكان يعيب على أهل الأتراك ما يرتكبون من المحرمات والمنكرات.
تولى أحمد بن طولون نيابة مصر للمعتز في رمضان من سنة 254 هجريا، فأحسن الى أهل مصر، وأنفق من بيت المال فيها، وبنى فيها مسجد أحمد بن طولون واستغرق بناؤه ثلاث سنوات، وبنى مارستانا للمرضى وكان يتصدق من خالص ماله في كل شهر بما يعادل ألف دينار حتى ألفه الناس.
وفى عام 262 هجريا حصل تنافر وخلاف بينه وبين القائم بأعمال الخليفة أحمد الموفق أدى الى وحشة واستقل بمصر وبدا تكوين الدولة الطولونية.
وفى سنة 264 عمل على اتساع ملكه (الدولة الطولونية) فدحل في حوزته بلاد الشام والثغور بعد وفاة واليها أماجور، فأحسن الى أهلها احسانا بالغا، واتسع بذلك رقعة الدولة الطولونية وملك احمد بن طولون، حتى كانت حدود مملكته حتى الفرات، وبلغ خراج مصر في عهده 4.300.000 دينار فى العام، وزادت الوحشة بين ابن طولون والموفق حتى قطع الخطبة عن الموفق، فكان يدعوا للخليفة ومن بعده الموفق.
ومات أحمد بن طولون سنة 270 وترك ملكا يفوق ملك الخليفة، وعقبه ابنه خمارويه.
خمارويه بن أحمد بن طولون
تولى حكم الدولة الطولونية بعد وفاة أبيه، فسار في الناس سيرة أبيه، وبالغ في العمارة وأنواع الترف.
حاربه أمراء الموصل والأنبار ووالى دمشق، وقد اتفقوا مع ابن الموفق ان يخرجوه من الشام ويردوه الى الخليفة، فدارت بينهم معارك عديدة انتهت بانتصار خمارويه، وعقد صلح مع ابن الموفق حتى قلده الخليفة حكم مصر والشام واجزاء من اطراف بلاد الروم، استمر في حكمهم ثلاثين سنة، وقد حسنت سيرته بعد موت الموفق ومن بعده الخليفة المعتمد، و تزوج الخليفة المعتضد ابنة خمارويه.
قتل خمارويه في دمشق ودفن في مصر سنة 282
سقوط الدولة الطولونية
لم تستقر الدولة الطولونية يعد مقتل خمارويه، لذ اغار القرامطة على الشام وحاصروها وتدخل الخليفة العباسى وقضى عليهم واستغل الموقف وقضى على الدولة الطولونية واعادها الى حكم الدولة والخليفة العباسى.
لعل من أهم ما يميز الدولة الطولونية هى العمارة الطولونية المميزة والتى تبدوا واضحة فى عمارة مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة والماذنة المميزة وكذلك بعض المعمار بالشام.
تم ذلك المقال من خلال الاطلاع على كتاب الموسوعة الميسرة فى التاريخ الاسلامى من تقديم الدكتور راغب السرجانى.