الدولة العثمانية منذ نشأتها
نتناول في هذا المقال الدولة العثمانية والتي ظهرت منذ عام ٦٩٩هـ ولكنها لم تتسلم مقاليد الخلافة إلا فى عام ٩٢٣ هـ لتتحول من مجرد دولة إسلامية إلى مقر للخلافة الإسلامية، وحامي حمى الإسلام حتى انطوت صفحتها في عام ١٣٣٧هـ.
ورغم أنها لم تشمل كل الأمصار الإسلامية إلا أنها ضمت أكثرها، وكانت محطاً لأنظار المسلمين فى الأمصار التى تخرج عن نطاقها بصفتها مقرا للخلافة وبصفة أن حاكمها خليفة للمسلمين وأيضا لكونها دولة من القوى العظمى آنذاك في العالم إن لم تكن أعظمها.
هوامش المقال عن نشأة الدولة العثمانية، والتى تسلمت راية الخلافة الاسلامية بعد الضعف والوهن الذى أصاب جسد الأمة، بسقوط بغداد، ومن بعده الغزو المغولى الذى نخر فى جسد وأطراف الدولة.
ولعل من أهم أهداف هذا المقال كما يقول دكتور راغب السيرجانى فى موسوعة الثقافة الاسلامية – بعد معرفة هذه الفترة الزمنية المهمة من تاريخ المسلمين – هو إزالة التشويه الكبير الذي لحق بالخلافة العثمانية، والذي عكف عليه أعداء الإسلام في أوروبا، بدافع من حقدهم الشديد على الإسلام، وللأسف الشديد تبعهم الكثير من مؤرخي المسلمين بسبب التقليد الأعمى لأوروبا، باعتبارها رمزا للحضارة العصرية، وتقدمها في مختلف علوم المعرفة والله لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم.
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم هو : لماذا بالذات هذا الكم الكبير من التشويه في حق الخلافة العثمانية مقارنه بأى خلافة أخرى في تاريخ المسلمين؟
لقد كان العثمانيون يقاتلون أوروبا، حتى قيل إنهم كانوا يحاربون في الجهات الأربع الأصلية فى سبيل الإسلام فى وقت واحد، فمن الغرب يقاتلون امبراطورية النمسا، والإسبان فى المغرب العربي، ومن الجنوب يقفون في وجه البرتغاليين فى الجزيرة العربية، ويضغطون على الروس من الشمال ليخففوا من ضغطهم على التتار والشراكسة المسلمين.
نشأة الدولة العثمانية :
مع زيادة الضغط المغولى القادم من الشرق على الأمصار الإسلامية لجات الكثير من القبائل إلى الهجرة إلى الغرب هربًا من بربرية المغول، وهجومهم الوحشي،
ومن ضمن هذه القبائل قبيلة قاتى التركمانية برئاسة سليمان شاه بن قيا ألب، وكان موطنها بالقرب من مرو قاعدة بلاد التركمان فاتجهت القبيلة إلى الغرب،
حتى وصلت إلى خلاط شمال بحيرة ،وان، وهذا الزحف المغولى فرغب سليمان في الرجوع إلى موطنه الأصلى، وفى طريق عودته وأثناء عبوره لنهر الفرات غرق فيه، واختلف أبناؤه الأربعة فى الوجهة التي يتجهون إليها، فحقق الأخوان سنغور تكن وكون طوغور رغبة والدهما فى العودة إلى موطن أبيهم وأما الآخران أرطغرل و دندان فقد اتجها الى الشمال.
وتولى أرطغرل زعامة أفراد القبيلة الذين بقوا في الأناضول، وبعث أرطغرل ابنه ساوجي ليطلب من ا من الأمير علاء الدين السلجوقي، أمير إمارة القرمان التى مركزها مدينة قونية أن يعطيه أرضا تعيش فيها القبيلة، ولكنه توفى فى الطريق، وفـي هـذه الأثنـاء لاحـظ أرطغرل جيشين يقتتلان؛
أحدهما مسلم – وكانت عليه علامات الهزيمـة والضعف – وجيش بیزنطى نصراني يكاد ينتصر، فأسرع بعاطفته الإسلامية ليساعد الجيش المسلم، واستطاع بفضل الله أن يحول الهزيمة إلى نصر، وكـان الجيش المسلم تحت إمرة الأمير علاء الدين والذي سعد بأرطغرل وأقطعه أرضا على حدود بلاد الروم (الدولة البيزنطية) ليصد غاراتهم ويغير عليهم، وكان في كل انتصار يحققه عليهم يقطعه الأراضي التي فتحها.
وكان لأرطغرل ابن اسمه عثمان كان يتردد على رجل صالح يتحدث معه، وفي إحدى الزيارات رأى عثمان ابنة الرجل الصالح فأسرته، فطلب نكاحها من أبيها فرفض أبوها، فحزن عثمان لذلك حزنا شديدا، وفـي يــوم من الأيام إذ هو في سبات عميق إذا بحلم عجيـب يـاه فـي منـامـه مـا إن استيقظ منه حتى ذهب إلى الرجل الصالح فقص عليه الحلم،
فوافق الرجل على زواجه من ابنته وكان الحلم أنه رأى القمر صعد من صدر هذا الرجل الصالح وصار بدرًا ثم نزل فى صدر عثمان ثم خرجت من صلب عثمان شجرة نمت في الحال حتى غطت الأجواء بظلها عبر جبال القوقاز والبلقان وطوروس وأطلس، وخرج من جزعها أنهار دجلة والفرات والنيل والطونـة في البلقان) ورأى ورق هذه الشجرة ،كالسيوف تحولها الريح نحو مدينة القسطنطينية، فعند سماع الرجل الصالح هذا الحلم تفاءل وزوجه ابنته.
وبشره بأن أسرة عثمان ستحكم العالم.
السلطان الغازي عثمان الأول (٦٩٩ – ٧٢٦هـ)
على الرغم من أنه به لانصافه بعلو ية والورع، ولم الخلية، وتوجه الم الصفة البلاد إلى ولما توفى أرطغرل سنة ٦٨٧ هـ تولى عثمان مكانه.
فبدأ يوسع أملاك القبيلة بموافقة علاء الدين أمير ،القرمان وفى سنة ٦٩٩هـ أغار المغول على إمارة القرمان ففر من وجههم علاء الدين إلى بلاد بيزنطة ومات في هذا العام، وتولى من بعده ابنه غياث الدين ثم قتل المغول غياث الدين فأفسح المجال لعثمان لكي يستقل بما تحت يديه من أراضى ويقيم الدولة العثمانية التي نسبت لاسمه واتخذ لها عاصمة هي مدينة ينى شهرأى المدينة الجديدة (اسكي شهر سابقا)
واتخذ راية له هي علم تركيا حتى الآن، ودعا عثمان أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية، فإن رفضوا فالحرب، فخشوا على أملاكهم منه واستعانوا بالمغول عليه غير أن عثمان قد جهز جيشا بإمرة ابنه الثاني أورخان وسيره لقتال المغول فشتت شملهم ثم عاد وفتح مدينة بورصة عام ٧١٧هـ
وأمن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له ٣٠.٠٠٠ من عملتهم الذهبية، وأسلم حاكمها أفرينوس ، وأصبح من القادة البارزين ثم توفى عثمان في عام ٧٢٦هـ وقد عهد لابنه أورخان بالحكم بعده، ودفن بمدينة بورصة التي أصبحت مدفن العائلة العثمانية بعد ذلك. مما هو جدير بالذكر أن لفظ الغازى بمعنى المجاهد.
ظل العثمانيون في حروب وجهاد ضد أعداء الإسلام أكثر من ستة قرون، ويكفيهم فخرًا أنهم فتحوا القسطنطينية بعد أن عجز من سبقهم عن فتحها، واستطاعوا أن يفتحوا بلادًا لم يطأها أحد من المسلمين قبلهم، وامتدت فتوحاتهم إلى قلب أوروبا، ففتحوا اليونان ويوغسلافيا (الصرب والجبل الأسود (الآن) والبوسنة والهرسك وألبانيا ومقدونيا وبلغاريا ورومانيا والمجر ويسارابيا ( ملدافيا) وأوكرانيا وقبرص، وأجزاء واسعة من روسيا والنمسا وبولندا وسلوفاكيا وإيطاليا، كما أنهم فتحوا ما بقى من آسيا الصغرى (تركيا حاليًا وأرمينيا وجورجيا، وكافة بلاد القوقاز، وتوقفت فتوحاتهم عند أسوار فيينا.
حكام الدولة العثمانية بالترتيب:
- عثمان بن أرطغرل.
- أورخان غازي بن عثمان.
- مراد الأول ابن أورخان غازي.
- بايزيد ابن مراد خان.
- محمد جلبي ابن بايزيد الأول.
- مراد خان الثاني ابن محمد جلبي.
- محمد الثاني (الفاتح) ابن مراد الثاني.
- بايزيد الثاني ابن محمد الفاتح.
- سليمان بن سليم الأول.
- سليم الثاني بن سليمان القانوني.
- مراد خان الثالث ابن السلطان سليم الثاني.
- محمد الثالث ابن السلطان مراد الثالث.
- أحمد ابن السلطان محمد الثالث.
- مصطفى الأول ابن السلطان محمد الثالث.
- عثمان الثاني ابن السلطان أحمد الأول.
- مراد الرابع ابن السلطان أحمد الأول.
- ابراهيم ابن السلطان أحمد الأول.
- محمد الرابع ابن السلطان ابراهيم.
- سليمان الثاني ابن السلطان لبراهيم.
- أحمد الثاتي ابن السلطان ابراهيم.
- مصطفى الثاني ابن السلطان محمد الرابع.
- أحمد الثالث ابن السلطان محمد الرابع.
- محمود الأول ابن السلطان مصطفى الثاني.
- عثمان خان الثالث ابن السلطان مصطفى الثاني.
- مصطفى خان الثالث ابن السلطان أحمد الثالث.
- عبد الحميد الأول ابن السلطان أحمد الثالث.
- سليم الثالث ابن السلطان مصطفى الثالث.
- مصطفى الرابع ابن السلطان عبد الحميد الأول.
- محمود الثاني ابن السلطان عبد الحميد الأول.
- عبد المجيد ابن السلطان محمود الثاتي.
- عبد العزيز بن السلطان محمود الثاني.
- مراد الخامس ابن السلطان عبد االمجيد خان.
- عبد الحميد الثاتي ابن السلطان عبد المجيد.
- محمد رشاد ابن السلطان عبد المجيد خان.
- محمد وحيد الدين ابن السلطان عبد المجيد.